نظرية مفهومي الاسمين المكاني والعلمي للعرب
بواسطة , 05-10-2024 عند 11:45 PM (382 المشاهدات)
مختصر نظرية الأسميين المكاني والعلمي للعرب
هذه أول نظرية متكاملة تبحث وتحدد مفهوم العرب وأصلهم ومهدهم الأول وتكاثرهم و إنتشارهم في العراق ثم هجراتهم إلى الوطن العربي ، وبها سوف تسقط جميع النظريات التي حاولت إعطاء طابع البداوة والصحراء إلى نشأة العرب وأصلهم وسلب حضارتهم التي أناروا بها العالم خلال خمسة آلاف سنة ، ودراسة العرب العاربة والعرب المستعربة وإسقاط هذين المفهومين أيضاً كما تبحث قصة هود وعاد الأولى والآراميين والأنباط وأصل اللغة وتطورها وأصل الخط العربي ومهده وانتشاره إلى الحجاز ودراسة الشعر النبطي وبحوره ونظم أوزانه والخط الكوفي وتطوره ووضع الخط العربي الأول في قرية بقه في كربلاء وتدريسه في قصر الأخيضر وانتقاله إلى الحجاز .. كما تعرضت هذه النظرية لمظاهر التصدي اللغوي وجمع اللغة والأعراب والأعجام والنحو والبديع والتعريب والتنقية والصراع التاريخي بين التحضر والبداوة وصفات العرب والفرق بين التسمية السامية والتسمية العربية ومهد الساميين(1) .
لنرى مفهوم العرب العاربة حول نظرية الأستاذ المؤرخ مهنا رباط الدويشي يقول :-
لقد حدد مفهوم العرب العاربة والعرب المستعربة وكثرة التفسيرات المختلفة لهذين المفهومين و إستناداً إلى ( النظرية ) يحدد مفهوم العرب العاربة ضمن المفهوم المكاني الذي سبق الإسلام خلال أربعة آلاف سنة منذ تكوين نسل سام بن نوح وحتى صدر الإسلام أما العرب المستعربة فهم أصحاب المدن والتحضر والذين أنصهروا في العرب العاربة بعد انتشار الإسلام واللغة العربية .
أما العرب الهالكة فهي تدخل ضمن العرب العاربة جميعاً لأنها أصحاب خيام ذات العمد حتى هلاكها ، ومنها جديس وبنو عبيل وعبد ضم وثمود وطسم وأميم ووبار وغيرهم ، وكان عميلق ويقال له عملاق وولده ضمن العرب العاربة ولكن بعد أن
تفرقوا ، وتحضر قسم منهم في المشرق ومنهم أهل عمان والبحرين
والحجاز خرجوا من العرب العاربة* ودخلوا التحضر ويقال لهم العمالقة ، وكان جبابرة الشام وفراعنة مصر ، وكان يشمل مفهوم العرب العاربة سكان البوادي في الوطن العربي قبل تكوين المدن والعمران قبل الألف الثانية قبل الميلاد ، وكانوا من القبائل السامية التي هاجرت من وسط العراق إلى اليمن والجزيرة العربية ، وكانوا ينتمون قبل ذلك إلى الآراميين وقسم منهم إلى الكنعانيين والأموريين والنبطيين ولكن أولاد قحطان هم أول من أخذوا هذه الصفة ( البداوة ) وبعد ضغط الآشوريين عليهم ونزوحهم إلى اليمن والجزيرة العربية وعندما نصبوا الخيام وعاشوا حياة البداوة أطلق عليهم من قبل المدن الحضرية ( أعراباً ) أي عرب وكذلك العمالقة في الحجاز ، ولكن بعد أن تطوروا وبنوا مدناً عامرة في اليمن والخليج انسلخت منهم هذه المفاهيم أي مفهوم البداوة أو العرب العاربة ، حيث كانوا أول الأقوام التي أطلق عليهم هذا المفهوم وقد شمل هذا المفهوم جميع اليهود أيضاً وكذلك الأقوام العدنانية والكنعانية والآراميية التي عاشت حياة الصحراء والتنقل أما في الوقت الحاضر فقد تم تغيير هذه المفاهيم من ( العرب ) إلى ( البدو ) حسب مفهومنا حالياً الحياة الصحراء وكذلك بعد أن تحول ذلك المفهوم من مدلول لأسم مكاني إلى مدلول لأسم علم ، وخص كافة أولاد سام بن نوح عدا العبرانيين بعد أن تمدنوا وكونوا مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا وغيرها .
أن مدلول البداوة الذي نستخدمه الآن كان إسماً لكثير من الأقوام السامية المذكورة وقد عبر عنه بلهجات مختلفة بالنسبة إلى الأقوام القديمة حسب لسانهم ، فنرى بعض الأسماء الشائعة مثل ( عبيرو أو عريـبي ، وعبر،وخبيرو، وعربو ،...وغيرها ) وكلها تدل على مفهوم البادية وحياة البادية ، ورغم ذلك نرى هذه الأقوام ذات لغات ولهجات مختلفة وليس لغة واحدة فمنها السامية المختلفة .
* ومن خلال هذا النص لمفهوم العرب العاربة يدعم ما ذهبنا إليه في المقدمة وقلنا أن العرب هم أولاد سام بن
نوح ïپµ كذلك من الملاحظ أن أهل عمان والبحرين والحجاز خرجوا من العرب العاربة
عن الصادق ïپµعن آبائه قال أول بقعة عُبد فيها الله هي ظهر الكوفة وأول بقعة عُبد فيها وثن هي بابل
وهذا الحديث يدعم نظرية الأستاذ الدويشي لأن العراق مهد الحضارات ( المؤلف ) .
ورغم ذلك فكانت جميع الدول السامية تطلق عليهم العرب لهذا فأن مدلول العرب العاربة يشمل جميع الأقوام السامية التي عاشت في مدن وقرى وأرياف فكانت تخضع إلى مدلولات لمفاهيم كثيرة ترتبط بأسم الدولة ولغاتها فمنهم البابليون والأكديون والآشوريون والكنعانيون و والأموريون والنبطيون وغيرهم من القبائل التي ذكرناها آنفاً انتهى ما قاله المؤرخ مهنا رباط وللمزيد من المعلومات الرجوع إلى الفصل الثامن من الجزء الأول من موسوعة ( المفصل في تاريخ كر بلاء ) ، مفهوم العرب المستعربة حول هذه النظرية (1) لقد اختلف المؤرخون أيضاُ في تفسيرهم لهذا المدلول وبموجب نظرية مفهومي الاسميين المكاني والعلمي للعرب أحدد هذا المفهوم ضمن الفترة الزمنية الثانية لتطور مفهوم العرب والذي يبدأ ببداية الرسالة الإسلامية وانتشار الإسلام وإسقاط المفهوم المكاني لمدلول العرب أيضاُ و إحلال محله مفهوم علم الأمة وسكان الوطن العربي والشعب العربي ويدخل ضمن هذا المفهوم الشعوب السامية التي عاشت في الوطن العربي وكذلك الشعوب الحامية في داخل المدن والقرى والأرياف وتكلمت إحدى اللغات السامية أو الحامية ومنهم الأموريون والكنعانيون والأقباط والبربر والسودان والصوماليون والقحطانيون والعدنانيون والآشوريون والبابليون والنبطيون والسريانيون والكلدانيون وكافة أقوام بلاد الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والتي انصهرت تدريجياً في مفهوم مدلول الأمة العربية وأخذت اللغة العربية والثقافة العربية ما عدا بعض الأقوام منهم الذين حافظوا على لغاتهم القديمة ولم ينصهروا في بودقة العرب ومنهم العبرانيون والأحباش وبعض الكلدان والسريان وبعض الأرمن،أن هذه الأقوام السامية والحامية التي كانت تسكن الوطن العربي والتي انصهرت في الإسلام*وعلم المدلولات المذكورة ولكننا نتفق معهم بأن العرب القدماء في التاريخ وذلك بموجب المفهوم المكاني لهذه النظرية وليس على أساس المفهوم العلمي لها .
* هؤلاء الذين انصهروا في المجتمع العربي والإسلامي .
لهذا وعلى ضوء هذه المفاهيم فأن العرب وجدوا بعد تكاثر سلالة سام بن نوح ونزوحهم إلى الصحاري لبلاد العرب . انتهى ما قاله الدويشي .
من خلال السرد التاريخي لمفهوم العرب المستعربة نلاحظ أن الأقوام التي انصهرت في العرب العاربة والعرب المستعربة من الأقوام السامية والتي منها العبرية بدأت تحرف وتدس رواياتها كما أشرنا سابقاً بحيث وضعت تاريخاً مبهماً للعرب،وبدأت الأقلام تدون دون تمحيص وصدق علي بن أبي طالب ïپµ حينما قال (تنهقون مع كل ناهق) وهناك رأي آخر يقول :- أن عدنان و قحطان هم من إسماعيل ïپµ ، قال إبن الكلبي عن أبيه وعن الشرقي القطامي :- أن قحطان بن عابر قوم انقرضوا ، وهم قحطان الأولى .. أما قحطان الثانية فهم قحطان بن الهيمع بن تيمن بن نابت بن إسماعيل ïپµ، وكذلك قول معد بن عفير المصري مولى الأنصار ، وادعى أهل اليمن بأن قحطان بن عابر وهو هود ïپµ ادعاء للتفاخر . حيث ادعت العدنانية بأبيها إسماعيل ، فادعت اليمن هودا ليكون لها أب من الأنبياء كما للعدنانيين :- وهذا قول وهب بن منبه أيضاً أنظر أنساب الأشراف ج1ص4 والأيناس بعلم الأنساب ص99 وص175(1) .
ومن خلال الرأيين نجد أن القحطانيين والعدنانيين هم من مصدر واحد وهذا ما ذهبنا إليه .
نظرية مفهومي الأسميين المكاني والعلمي للعرب / مهنا رباط الدويش / ط1 ص4
- التصانيف
- غير مصنف